StatCounter

السبت، 29 يوليو 2006

رجّالة" حارتنا"




كان يا ما كان، في حديث الزمان، و آخر العصر و الأوان،
في حارة ما... في مكان ما... كان يسود قانون اسمه قانون الغاب... و ينصّ على أنّ البقاء للأقوى.

مشهد طالما تكرّر و اعتاد عليه أطفال الحارة. الطفل المدلّل - و المخيف لضخامته في نفس الوقت - "شلتوت" يتسلّل بينما أطفال الحارة يلعبون بين الشجر ليسرق لعبة وضعوها جانبا. في أحيان أخرى كان يبدو أن "شلتوتا" لديه من الألعاب المسروقة ما يكفي فيلجأ فقط لتخريب اللعبة ثم يهرب.

أحد الأطفال، "عمر"، قرر أن يضع حدا لهذا السيناريو المهين. تسلل يوما من نافذة غرفة "شلتوت" و اختار لعبتين ثم لاذ بالفرار سعيدا و هو يشعر أنّه استردّ جزءا من كرامته و كرامة اخوته. لسوء حظّ "عمر" لمحه "شلتوت" و هو يهرب.

في صباح اليوم التالي، انقضّ "شلتوت" على "عمر" في فناء المدرسة و أوسعه ضربا و نعته حرفيا بأنّه "واحد حرامي و مش متربّي". أكثر ما آلم "عمر" هو منظر المعلّمين في الفناء الذين تعمّدوا أن يبدوا مشغولين بأشياء أخرى كي لا يضطرّوا للتدخل لفضّ النّزاع بين "عمر"، ابن بيّاع الكشري، و بين "شلتوت"- الملقب بال"ونش"-، ابن المعلّم "حشيشة" الجزّار.

في المساء، صوت قرع عنيف على باب عم "بركة" بيّاع الكشري كان كفيلا بايقاظ الرجل ليهبّ لفتح الباب قبل أن يسقط. مفاجأة، انّها طنط "رزّة" مع ابنها – المحروس - "شلتوت."

عم "بركة" يبتسم ابتسامة عريضة و يقول:"أهلا أهلا مزمزيل "رزّة".خطوة مباركة."

رزّة: "شوف اللّي عمله زفت الطّين ابنك ف وش ابني "توتة" يا سي "بركة"! لمعلوماتك بقى المعلّم "حشيشة" موش حيسكت على الكلام ده."

فاصل سريع من الصور الملوّنة للمعلم "حشيشة" و هو يشحذ ساطوره في مخيّلة عم "بركة" كان كفيلا بأن يجعله يصرخ بأعلى صوته من وراء الباب: "تعالى هنا يا جزمة". كالمعتاد، ميّز "عمر" اسم الدلع المحبب لوالده، "جزمة"، فانطلق بسرعة البرق نحو الباب.

محاولا تدارك الموقف، أمسك عم "بركة" بأذن "عمر" و لواها ثمّ نظر الى طنط
"رزّة" بنفس الابتسامة الصفراء التي لم تفارق وجهه: "حقك عليّ يا مزمزيل، أنا حاشوف شغلي مع الواد ده."

صاحت "رزّة": "نعم يا أخويا... ابني ياخد حقه بايده"...

تنبّه الشاويش "نعمان" الذي كان مارّا على درّاجته لصياح "رزّة" فتوقّف و
قال: "خير يا جماعة، في موشكل؟" الرّد السريع جاء من "رزّة": "كلّ خير يا شاطر، امشي العب بعيد و ما تتدخّلش."

أسلوب كلام "رزّة" مع الشاويش "نعمان" أعاد الى مخيّلة عم "بركة" صور ساطور زوجها.

عم "بركة" - مربّتا على رأس "شلتوت" -: "ماشي يا حبيبي يا "شلتوت"، خد حقّك بايدك. كلّه و لا زعلك."

عمر: "بس يا بابا، هو اللي"...

"اخرس يا جزمة، خلّيت رقبتي زي السمسمة قدّام النّاس الكبّرا"، و أشار عم "بركة" الى "رزّة" و "شلتوت."

المشهد التالي كان تراجيديّا الى أبعد الحدود: "شلتوت" يتقدّم رافعا قبضته نحو
"عمر"، "رزّة" تراقب مبتسمة ابنها المحروس، الشاويش "نعمان" ينظر لكل ما يحدث دون أن ينبس ببنت شفة، عم "بركة" يصفّر و ينشغل باللعب بمسمار أعوج خارج من الباب لكي لا يرى ما سيحدث لابنه. أمّا "عمر" فكان يتحّسس جيب بنطاله الخلفي ليتأكد أنّ المقلاع ما زال موجودا.

ثمّ...

سكتت شهرزاد عن الكلام غير المباح و نظرت الى مولاها بعدم ارتياح و همست:
"موعدنا غدا يا مولاي الرشيد فصوت أقدام البوليس السري ليس ببعيد."

وضعت شهرزاد رأسها لتنام، أمّا مولاها فما زال حائرا حتى الآن من كل ما سمع من الكلام، فما رأي القرّاء الكرام؟

الخميس، 6 يوليو 2006

ناصر...أحمد...ساري...هاشم

عزيزي المسكين قاريء هذه الأسطر،
أرجو منك أن تعدّل جلستك و "تبحلق" عينيك و "تصك" على أسنانك فأنت على موعد و لأول مرة في العالم و حصريّا على مدوّنة "أبو السّوس" مع تغطية حرّة ثوريّة رجعيّة تقدّميّة ديمقراطيّة تعسّفيّة تحريريّة ارهابيّة لسلسلة حياة أبو السّوس.


صور نادرة... ما وراء الكواليس في حياة" أبو السّوس"... وثائق تنشر لأوّل مرّة... علاقات مشبوهة... اختلاسات ثقافيّة... شخصيّات غامضة.

ان كنت تشعر بالحيرة من ال"تخبيص" المكتوب أعلاه فلا تخف... كلنا في نفس القارب.

************


حلقة اليوم عنوانها "شلنكبات أسديّة".... قوامها نبذة أسرع من سريعة عن كل أسد على حدة مع صور تعطي فكرة عن مراحل عمر الأخوة "الأسود" الأربعة... و توثّق لكيفيّة تحوّل"براءة" الطفولة الى "جحشنة" الشباب.

ناصر ....أحمد....ساري (احم احم)... و هاشم.... أربعة أشبال ملؤوا عرين الأسد زئيرا (مياو!)... مغامراتهم لا تحصى ... و حدّث و لا حرج عن معجبيهم في شتّى بقاع الأرض.

ناصر.... يدّعي -مصيبا- الرزانة و اللباقة... الأناقة و الشياكة... يعشق الرياضة... و يؤمن بحقّ المرء أن يجلس فور تخرّجه من الجامعة على كرسي من ريش النعام و يعطي أوامره بصفته المدير العام لجيش من الموظفين... مع راتب ذي خمس منازل....تصفيق.

أحمد...عريس جديد ... أخذ على عاتقه اصلاح الأمّة... برضه رياضي... مشكلته أنّه اجتماعي بشكل مخيف... تلّفظ باسمه بين الناس فتجد من يعرفه... ما شاء اللّه... عقبال رئاسة الوزرا يا أبو حميد...تصفيق.

ساري... رهيب... مش معقول... (ما حصلش :) )... فلسفوس... و مادح نفسه كذاب.....تصفيق... تصفير... تكسير كراسي و شد شعر و رمي بيض.

هاشم...عنيد...عنيد...عنيد... يعني بكل ما تحمله الكلمة من معنى... بين قوسين مخّه كندرة/جزمة قديمة... بس عناده سلاح ذو حدين... يعني مرات عنيد عالفاضي... و مرّات عنيد في مواقف مشرّفة و ترفع الرأس... منظّم و صاحب اصرار عجيب... عيبه أنّه في لحظة الغضب "يا أرض اشتدّي ما عليكي قدّي".. بس الصراحة مضحك مضحك مضحك...تصفيق.

و الآن مع النّشرة الجوية... قصدي مع الصور و الفضائح.



الصورة الأولى
العنوان؟ الكتاكيت الأربعة

متى؟ غالبا عام 1991
المكان؟ نادي السيّارات/عمّان-الأردن

الشخوص؟ من اليمين الى اليسار:ساري/ناصر/هاشم/أحمد
مدلولات الصورة: هبل الطفولة...مرحلة ما قبل البراءة.






الصورة الثانية
العنوان؟البحّارة

متى؟ غالبا صيف عام 1992
المكان؟ فايد/مصر

الشخوص؟
الصّف الأمامي من اليمين الى اليسار: ابن خالتنا سيف الله/ساري (شعر أفرو زي السبعينات)/أحمد (شعره بيتلز زي الستّينات)/ابن خالتننا أحمد
الصف الخلفي من اليمين الى اليسار: ناصر/هاشم
مدلولات الصورة؟ ازبهلال أمام البحر.





الصورة الثالثة
العنوان؟ لوثة عقليّة

متى؟ 2004
المكان؟ ستوديو الشموع (: /عمّان/الأردن
الشخوص؟ من الأعلى و باتجاه عقارب الساعة ساري/ناصر/أحمد/هاشم
مدلولات الصورة: تمتّع بطفولتك قبل أن ترهقك الحياة و تفقد عقلك.






تحذير:الفقرة التالية مشبعة بالفلسفة... يرجى من أصحاب القلوب الميّتة عدم قراءتها

و في الختام.. حكمة اليوم
تعلّم أنّ الذكريات الجميلة لا تصنعها صور ملوّنة لا حياة فيها، انّما يصنع هذه الذكريات أصحابها أنفسهم، أبطالها الذين عاشوها و صبغوها بصبغتهم فأضحت خالدة في وجدانهم الى يوم يلقون ربهم... أما الصور فمصيرها النسيان في زاوية من زوايا البيت مع آلاف الصور الأخرى حتى يستخرجها أحد الأحفاد بعد عقود من الزمان فيرى الألوان و الوجوه دون أن يشمّ ملح البحر أو يسمع صوت القهقهات.