StatCounter

الجمعة، 22 سبتمبر 2006

رمضان: الصيام و السحور.. العبادة و الأخلاق.. العائلة و مساعدة المسكين

من حق الضّيف على مضيفه أن يحسن استقباله ثم يكرمه ثم يودّعه بأسلوب لبق و يطلب منه أن يعاود زيارته في أقرب فرصة.
ضيفنا قد وصل الى آخر درجة من سلم البيت و أوشك أن يطرق الباب.

الاجراءات المطلوبة لاستقبال خير الضيوف يجب أن ترقى لمقامه.

كبداية أقول لكل المتسابقين الّذين لم يعرفوا اسم ضيفنا: هو خير الشهور الّذي فرح به خير البشر.
نعم...رمضان.

قد يبدو ما سأقوله في موضوع اليوم مجرد ترداد لما ينشر في الصحف و يقال في التلفاز، لكنّني أشعر أنّه واجب علي، واجب أعتزّ به، أن أشارك في استنفار سكّان الحي لاستقبال الضيف الكريم.


أخي المتلهّف لمصافحة ضيفنا، أختي التوّاقة لمجرّد الجلوس و تأمّل وجهه، اليكما بعض الخواطر عن أشياء أحسب أنّها ستحوز -ان اتبعتماها- على رضى ضيفنا:

ابتسامة
بدأت منذ فترة وجيزة، و أرجو أن تشدّوا على يدي و تنضمّوا لي، بدأت بحملة بعض مزاياها أنّها لا تستهلك لا وقتا و لا جهدا و لا مالا، أمّا كبرى مزاياها فهي أنّها تكسبك حب النّاس و اعجابهم حتّى لو لم تكن معروفا لهم.

تتلخّص تلك الحملة في أن أحاول في كل زمان و كل مكان أن أرسم على وجهي ابتسامة أقوى من أن لا يراها النّاس و لكن أضعف من أن تجعل من يراني يشكّ في اصابتي بلوثة عقليّة. أكثر وقت أتمتع فيه بتطبيقي تلك الخطّة هو أثناء قيادتي سيّارتي منفردا. يكفيني فقط رؤية النّاس المتوقفين على الاشارة الضوئية بجواري و هم يرمقون ابتسامتي بنظرات خفيّة لكي تثبت لي بعد ذلك صحّة مقولة "الابتسام معدي" حين أراهم و قد أصبحوا هم كذلك مبتسمين. أغادر بعدها ساحة الجريمة مثل بطل جبّار يعمل خفية في جنح الظلام لأهدي ابتسامة أخرى لضحايا آخرين في شارع آخر.

هذه دعوة بشوشة منّي لكل من يقرأ، جرّب ما طرحته عليك، لن يكلّفك شيئا. ما أروع رمضان لو استبدل كل النّاس الوجوه العابسة فيه بأخرى مشرقة تحيي الصديق و الغريب.

سورة الأخلاق
كم مرّة شعرت حين تسمع آية كريمة أنّك تسمعها لأوّل مرّة؟ صعقنا أنا و أخي العام الماضي حين اكتشفنا وجود سورة كاملة لم نكن نشعر بوجودها من قبل. اسم هذه السّورة هو سورة الحجرات.
لن أذكر هنا ما ورد في هذه السورة كي لا أحدّد معانيها في اطار تفكيري أو أقصّر في حقّها. أنا أرجوكم أن تذهبوا لقراءتها.. اقرؤوها.. اقرؤوا تفسيرها... عاودوا القراءة... اشردوا في معانيها... احفظوها... علّموها لاخوتكم و جيرانكم... ناقشوا آياتها... قارنوها مع واقعكم... و الأهم، اعملوا بها و تخيّلوا لو كانّ شعار كل منّا العمل بالأخلاق الواردة في هذه السّورة في شهر رمضان كيف سيتغيّر ظاهر و باطن مجتمعنا.

معرفة حبيبك عن قرب
أشعر بألم كبير كلّما تذكّرت مدى جهلي بسيرة حبيبي رسول الله -عليه الصّلاة و السّلام-، و قد ازداد هذا الشعور ألما و حرقة هذا العام بعدما تعرّض له شخصه الكريم من هجوم. هل يمكن أن تذكر لي وقتا أنسب من وقتنا هذا لنقرّر فيه قراءة سنّته العطرة، بل الأهم من ذلك، العمل بها؟
سأخصّص فترة يوميّة ان شاء اللّه في رمضان لقراءة بعض الحوادث من سيرة حياة رسولنا العظيم عليه الصلاة و السلام على أمل أن لا يأتي آخر أيّام رمضان الّا و أنا أشدّ قربا له و تعلّقا به.
هذا ليس رياء،انّما هو أمل أن تشاطروني رأيي و تنضمّوا لي كما فعلتم في أوّل خاطرتين.


الحديث عن رمضان يطول و من الصّعب أن توفيه حقّه في مقال واحد.
يبقى أن أقول أن هذا غيض من فيض فتلك كانت مجرّد خواطر و على كلّ منّا أن يشغل نفسه بالتّفكير في أجمل استقبال و أكرم معاملة لأكرم ضيف.


....
هل سمعتم؟ ضيفنا يطرق الباب. قوموا فتزيّنوا له.



رمضان



الأحد، 3 سبتمبر 2006

دوام الحال من المحال


رمسيس.. الميدان يودّع ساكنه

الأسبوع الماضي كان صعبا على المصريين، حيث أنّ أحد أقدم ساكني ميدان رمسيس حزم حقائبه و غادر الميدان الذي كان يسكنه منذ عام 1954، هذا الساكن هو "رمسيس" نفسه. نعم، حزم تمثال "رمسيس" أمتعته و استقلّ العربة المعدنيّة التّابعة لوزارة الثقافة المصريّة و انطلق في موكب مهيب ليستقر في مقرّه الجديد في المتحف المصري الكبير أمام أهرام الجيزة.

للعلم فقط، تمثال "رمسيس" يمتد 11 مترا في الهواء و يزن 84 طنّا... ستة أعشار وزن أكبر سكان المعمورة:الحوت الأزرق.

من رأى تجمّع المصريّين و هم يودّعون "ساكن الميدان" على قارعة الطريق، و اطلالتهم من نوافذ عمارات القاهرة و من فوق أسطحها من بين حبال الغسيل، من رأى هذا المنظر لا بدّ و أنّه أدرك مدى تعلّق أهل الكنانة بتمثال الملك الفرعوني. و على عكس ما قد يسارع اليه البعض، فانّ هذا التعلّق ليس تمجيدا لأعمال رمسيس الثاني نفسه التي تقول بعض المصادر أنّه هو الفرعون المذكور في قصّة موسى عليه السلام. انّما هو غريزة طبيعية لدى كل انسان تجعل من الصعب عليه أن يفارق ما اعتاد رؤيته لفترة طويلة من حياته و أضحى جزءا من حياته اليوميّة كلما ذهب أو جاء.

السؤال هو: هل سينسى النّاس "رمسيس" تمثالا و ميدانا فيضحي موضوعا لا يذكر الّا في فقرة "حدث في مثل هذا اليوم؟" أم أنّ النّاس سيتوارثون قصّة "ساكن الميدان" الّذي عاش ذات يوم بين ظهرانيهم ليقصّوها على أطفالهم كما يقصّون سائر الأساطير؟



رمسيس يجوب شوارع القاهرة

نعي كوكب فاضل

بلوتو 1930-2006

بعد ستة و سبعين عاما من اكتشاف الأخ الأصغر و الطفل المدلّل في مجموعتنا الشمسية، قرّر علماء الفلك الأسبوع الماضي احالة "بلوتو" الى التقاعد و اعلانه كويكبا قزما لا كوكبا.

كان اسم "بلوتو" قد اقترحته طفلة انجليزية لم تتجاوز الحادية عشرة من عمرها اسمها "فينيشا بيرني".بالمناسبة "بلوتو" هو اسم اله العالم السفلي عند الرومان.

ربما لم يفكّر أحد بهذا الموضوع من هذه الزاوية من قبل، لكن هل تدرك أخي المواطن أنّك و أباك -و ربّما جدّك في طفولته- تربّيتم على رؤية تسع كرات ملوّنة تدور حول الشمس في كتاب العلوم بينما سيكتفي أبناؤك برؤية ثمانية منهم فقط في كتبهم؟ هل تثيرك هذه الفكرة و تشجّعك على الاحتفاظ بكتابك "شاهدا على عصرك"؟ أم أنّك تراها فكرة عادية لا داعي لتضخيمها؟




المجموعة الشمسيّة


الروائي و الرّياضي





نجيب محفوظ

محمد عبد الوهاب


أخي المثقّف، أختي الرياضية:

الصّورة العليا هي للروائي العالمي "نجيب محفوظ" الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1988 و المولود عام 1911

الصورة السفلى هي لمدافع النّادي الأهلي و منتخب مصر "محمّد عبد الوهاب" الفائز بكأس الأمم الافريقيّة عام 2006 مع منتخب بلاده و المولود عام 1983

الفرق بين تاريخي ولادتيهما هو 72 عاما.

و الفرق بين تاريخي وفاتيهما هو 24 ساعة.

********************************************
أنت: شكرا يا ساري على هذه الخواطر الهيروغلي-فلكية، ماذا تريد باختصار؟
أنا: طبعا لا يمكن أن أفوّت هذه الفرصة دون أن أختم بفقرتي المفضّلة، حكمة اليوم.

هو سنّة من سنن الحياة فلا يدهشنّك حدوثه.
و هو ناموس من نواميس الكون فلا تأمنّ جانبه.
ان كان قد طال أجراما تبعد عنّا ملايين السنين الضوئيّة و تماثيل تزن عشرات الأطنان فلم تستبعد أن يطالك أنت؟
اسمه قانون تغيّر الأحوال.

في المرّة القادمة التي تصرخ فيها على والدتك أو تشمئز فيها من رجل فقير يجلس بجوارك في وسائل النّقل العام، تذكّر أنّ ما طال البعيد و الثقيل ليس بصعب عليه أن يطالك أنت -القريب الخفيف.-

في المرّة القادمة حين تسخر من صديقك لأنّه يصلّي أو حين تعامل غيرك بكبر، تذكّر أنّ ملك الموت الّذي يقبض المرأة العجوز الطّاعنة في السّن هو نفسه ملك الموت الّذي يقبض الجنين في بطن أمّه.

هل يمكن أن يكون موضوعي هذا بداية لنظرة جديدة لديك للحياة؟ هو كذلك لي.
ان شعرت بحاجة ملحّة لأن تعبّر عن رأيك، فأنا في حاجة ملحّة لأن أسمعه.