StatCounter

الأحد، 27 أبريل 2008

عرين الأسد اذ يعلو زئيره

أعود للحديث -و قد أسكتني الكسل عاماً و نيّفاً من الشهور- عما يجول في خاطري و يحلو لنفسي أن أشارك به الناس. أعود و أنا مدركٌ أنّ باكورة عودتي يجب أن تحملَ من لطف المعنى و جزالة الرأي ما يعوض طول الانقطاع.

انّ من نعم الله علينا ما له تأثير متقطّع (أو كذلك نشعر) كنعمة الطعام التي نقدّرها حين نجوع، فاذا أكلنا و شبعنا فانّنا قد ننساها الى أن يعاودنا الشعور بالجوع. كما أنّ من نعم الله علينا ما هو ماثل على الدوام أمام أعيننا و حاضر ما حيينا في قلوبنا، يدخل حياتنا فتشرق شموسٌ بعد أن كانت شمساً، و تهبُّ نسائمٌ بعد أن كانت هواءً ساكناً، فتبقى في حياتنا تضيئها و تعطرها الى أن يتوفانا الله.

و قد كان من فضل الله على أسرتنا في نصف السنة المنصرم أن رزقنا بنعمتين من النوع الثاني غيرتا حياتنا، شبلين صغيرين جاءا الى عرين الأسد فملآه زئيراً (أو ما يبدو أنّه زئير)، و مذ جاءا أصبح للحياة طعمٌ آخر.



بعد السبق الصحفي لهذه المدونة في كشفها لأسرار و فضائح الاخوة الأربعة (اضغط هنا)، نعود الآن لنسلط الضوء على جيل جديد: ثلث الطول، ضعف الازعاج لكن بكل الاستحواذ على القلوب، حمزة و تاج الدين الأسد.

حمزة الأسد

والداه هما ناصر الأسد و سجى النشاشيبي.

وُلِد يوم 12/10/2007 الموافق للأول من شوال لعام 1428 للهجرة، أول أيام عيد الفطر المبارك. شاء الله أن يُولد في يوم عيدٍ يَحرُم صيامه و بعد صيام ثلاثين يوماً فكان قطعة حلوى لم و لن نشبع منها أبداً.


أسماء الدلع حمّوزي، حِمِيزه، الفيل...


الهوايات أكل الكتب (حرفيّاً)، سحب الأطباق أثناء الجلوس على مائدة الطعام و ركل الأشياء بقدميه أثناء حملِه في الهواء.... مع حمزة، للتدمير طعمٌ آخر...

توقعات مستقبلية بعد ركله المستمر للعديد من علب المناديل الورقية، نتوقع احترافه لعبة كرة القدم. والداه يمنّيان النفس بتقاعد مبكر حين يحترف اللعبة...

معلومات أخرى أحاول كلما حملتُ حمزة أن أنظرَ اليه مباشرة و ألقنَه اسمي "سا..ري......سا..ري". هدفي هو مباغتة والديه ليكون اسمي هو أول كلمة ينطقها.



تاج الدين الأسد

والداه هما أحمد الأسد و ياسمين الخواجا.

وُلِد يوم 19/1/2008 الموافق للعاشر من محرم لعام 1429 للهجرة، يوم عاشوراء. شاء الله أن يُولدَ في يومٍ يُسنُّ صيامُه و أن يحنّكه أبوه بقطعة من التمر بعد ولادته ليكون بشرى لنا بولد صالح ان شاء الله.

أسماء الدلع أسد الأسود، طجاطيجو، طجطوج (و كل اشتقاقات الفعل طجطج... على وزن فعلل)...

الهوايات الاستلقاء على بطنه، أكل يديه الاثنتين في آن واحد و التحديق الشديد مع اغلاق جزئي للعينين و اجالة النظر يمنة و يسرة في وجوه الناس.

توقعات مستقبلية تحديقه المستمر و الصامت يوحي بأنّه سيكون مفكّراً كبيراً ذا شأن (أو شخصاُ متطفّلاً يهوى النظر في وجوه النّاس... مثل أبيه).

معلومات أخرى يحلو لأبيه أن يحملَه في أرجاء البيت منشداً له جميع الأناشيد الدينيّة و الوطنيّة التي تدعو للجهاد و مقاومة العدو... ليس غريباً أن ترى الأب و الابن يتجولان في البيت على ايقاع "الله أكبر فوق كيد المعتدي". عند سؤال الأب، أفادنا بالتالي: "ابني وحش"...


***************

كان من عادتي في الماضي أن أستغرق في أحلام اليقظة متخيلاً نفسي بطلاً ينقذ الآخرين أو رياضيّاً يعشقه الناس، لكن الشهور الأخيرة شهدت تحوّلاً في تلك الأحلام. أصبحتُ أرى نفسي بعد سنين من يومنا هذا، جالساً مع والديّ و اخوتي و زوجاتنا، و حولنا مجموعة كبيرة، صاخبة تارة و وديعة تارة أخرى، من "فلذات الأكباد التي تمشي على الأرض".



من اليمين: ساري (أكثرهم وسامة)، ناصر حاملاً حمزة، هاشم، أحمد حاملاً تاج الدين