إبرازُ العلامة عند السؤالِ عن اللاما
(وفي طبعةٍ أخرى: نُصحُ الندامى فيما يخص أسرارَ اللاما)
المشهد:
سيارةٌ كحليةُ اللونِ يميلُ لونُها إلى السواد، ثنائيةُ الدفعِ يميلُ حجمُها إلى أخواتِها الرباعية، أمريكيةُ الصنعِ يميلُ صاحبُها إلى مقاطعةِ البضائعِ الأمريكية*، سيارةٌ تمخرُ عُبابَ الطريقِ غيرِ المزدحمِ نحو وجهتِها الخطيرة، "الحضانة"، المكانِ الوحيدِ الذي يدخلُه بعضُ الأطفالِ باكياً متمنّعاً عن الدخولِ ويخرجُ منه باكياً مستجدياً البقاء.
الزمان:
الصباح (وهل من وقتٍ أفضلَ من الصباحِ لأحداثِ مثلِ هذه القصص؟)
الشخوصُ حسب ترتيب الظهور: مصطفى، أبو مصطفى، اللاما، جوجل، الدالاي لاما.
الشخوصُ حسبَ الأهمية: مصطفى، جوجل، الدالاي لاما، اللاما، أبو مصطفى**.
الشخوصُ حسبَ استهلاكِهم السنويِّ للطعام: أبو مصطفى، اللاما، مصطفى، الدالاي لاما، جوجل.
الشخوصُ حسب بعدهم عن نيودلهي (الأبعد أولاً): اللاما، مصطفى وأبوه، الدالاي لاما، جوجل.
***
مصطفى: بابا، ماذا تأكلُ اللاما؟
بابا: لا أدري يا حبيبي.
(إيقافُ السيارةِ واستشارةُ صديقي العزيزِ ورفيقي الأمين، مخزنِ أسراري ومصدرِ أفراحي ومصبِّ أحزاني ومُضَيِّعِ أوقاتي، عن حلِّ هذه المعضلةِ الخطيرة)
بابا: What does a lama eat
جوجل: The Dalai Lama is a meat-eater
بابا: What does a llama eat
جوجل: Llamas eat grass, hay, and grain
(عودة انطلاق المركبة الفضائية باتجاه القاعدة الأم، الحضانة)
بابا (مدعياً الثقافة ومتظاهراً بالموسوعية): اللاما تأكلُ الشعيرَ والحبوبَ يا حبيبي. (اكتشفت لاحقاً أن ال hay هو التبن لا الشعير)
مصطفى: ما لونُ الشعيرِ والحبوب؟
بابا: الشعيرً أصفر والحبوبُ لونها سكني (سكني!!!).
مصطفى: أصفر مثل التاكسي؟
بابا: نعم يا حبيبي.
مصطفى: أحبُّ الشعير.
(وصولُ السيارةِ إلى الحضانةِ لتبدأَ رحلةُ مصطفى في تعلمِ ما يعوضُ ما تم تشويهُه من معلوماتٍ أثناءَ الرحلة)
****
هوامش:
* أيُّ تعليقٍ على موضوعِ تناقضِ شراءِ السيارةِ الأمريكيةِ مع الميلِ إلى مقاطعةِ البضائعِ الأمريكيةِ سيجرحُ مشاعري المرهفة. هذا الميلُ كان أسلوبَ حياةٍ صارماً قبل سنينَ قليلةٍ، لكنَّ الأيامَ تُليِّنُ المعادنَ والحديد، أفلا تليِّنُ المباديءَ والقلوب؟