StatCounter

الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

كرة المضرب: اللعبة الجميلة



(التدوينة رقم 19 في مشروع ال 31 تدوينة)

يمين. شمال. يمين. فوق. شمال. يمين. تصفيق. احتفال. عناق.

قارئي العزيز،
لا تُتعب نفسك في تحليل الجملة السابقة.
هذه الكلمات العشوائية، أو كذلك تبدو لقارئها عند الوهلة الأولى، هي تصوير لحركة رأس الجمهور و هو يشاهد آخر نقطة من مباراة في الرياضة التي سنتحدث عنها اليوم، الكرة الصفراء، كرة المضرب، التنس الأرضي.

يا سلام، كم أحب هذه الرياضة.

قارئي العزيز،
تأمل الصورة أعلاه، تخيل نفسك في هذا الملعب الجميل، ثم اسمع مني عن هذه الرياضة الجميلة.

اسمع مني أولاً عن سر جمال هذه الرياضة.

رياضة يستطيع الناس من جميع الأعمار أن يلعبوها.

لا تعجب إن رأيت طفلاً في الرابعة من عمره يمسك المضرب و يركض به يمنة و يسرة وراء الكرات الصفراء الجميلة، يضربها و هو سعيد ثم ينتظر عودتها إليه، يبدي مظاهر الجدية و هو يلعب، قد يعرق و يمسح عرقه، تماماً كما يفعل الرجال، مثل أبيه، حين يتعبون.

قد ترى الشاب الثلاثيني يلعبها بكل حماس، يضرب الكرة بكل قوته و يراقبها بنظره و هي تنطلق كالنسر إذا حلق على ارتفاع منخفض ثم تنقض على فريسة خفية في ملعب خصمه، يتأهب لعودتها إليه قوية كما أرسلها أو مرتفعة في السماء كالنسر كذلك ثم هاوية من أعلى.

من المشاهد الجميلة التي يمكن أن تراها كذلك مشهد رجلين أو أربع رجال طاعنين في العمر، تجاوزوا الثمانين، يقفون في الملعب الأخضر (أو الرملي) بملابس و أحذية رياضية بيضاء تعكس شباب روحهم، يرسلون الكرات القوية بدقة شديدة إلى بعضهم البعض، دقة اكتسبوها على مدى عمرهم تسمح لهم بتبادل الكرات دون الحاجة إلى الركض لمسافات طويلة. مع الكرات المحكمة التسديد يتبادلون نكات مضحكة و تعليقات تنافسية رائعة. إنها الروح الجميلة التي تخلقها تلك الرياضة البديعة.

لا يوجد من هو كبير على ممارسة هذه اللعبة، لا يوجد من هو صغير على عشق هذه الرياضة.

في هذه الرياضة لا مجال للشجار، لا مجال للاشتباك. قد يغضب اللاعب، قد يتذمر، لكن هذا أقصى ما يمكن أن يفعله. نهاية المباراة فيها سلام أو عناق بين الخصمين.

ثم اسمع مني عن علاقتي الخاصة بها.

كرة المضرب هي الرياضة المعتمدة عند الفرع المصري من أسرتي.

اعتدت على مدى سني عمري أن أجلس مع أسرتي عند منطقة ملاعب كرة المضرب في نادي هليوبوليس في القاهرة. نتابع الصواريخ الصفراء، نتناول الغداء، قد يكون أحد أفراد الأسرة في الملعب و قد لا يكون. نشاهد كرة المضرب لجمالها.

أذكر في صغري ذهابي مع أبناء خالتي في مصر إلى النادي ليلاً لأتابعهم و هم يتدربون مع مدرب و مجموعة من الفتيان و الفتيات الصغار على كرة المضرب. ملابس اللعبة بيضاء و جميلة.

كما أذكر في صغري ذهابي مع إخوتي إلى نادي السيارات في الأردن للتدرب كذلك على ذات الرياضة. عندما كبرت، عاودت التدريب مع أخي هاشم لكن في المدينة الرياضية في عمّان، في السادسة صباحاً، قبل ذهابي إلى العمل!

ما زالت جدتي الحبيبة، الحجة نانا، تستعمل مصطلحات كرة المضرب لترمز لأشياء في حياتنا لا علاقة لها بهذه الرياضة. إن أرادت أن تطلب مني تمرير صحن الملوخية لها، تقول: "إدّيني الملوخية على الباك هاند". الباك هاند Backhand لمن لا يعرف هو من أساليب ضرب الكرة في كرة المضرب.

أحب كرة المضرب لما تثيره في نفسي من حنين إلى ماضٍ جميل مع أسرتي، أعشقها لما تحدثه في روحي من انتعاش حين أمارسها، أبتسم حين أتخيل نفسي و أنا أمارسها مستقبلاً.

الرياضة الحقيقية هي التي تنعش الجسد و الروح معاً.

هناك 3 تعليقات:

Unknown يقول...

Nayera El Miniawi
You are an amazing writer!

Unknown يقول...

Billions of people write,but few of these are writers . sary ,you are a born writer! God bless you.nayera El Miniawi

ساري يقول...

شكراً يا أمي الرائعة...
القرد في عين أمه شكسبير... :)